تلك الصلابة الرافضة كلها
التي كان يواجهك بها عقلي
وجرحتك وآلمتك بها عفواً...
لم تكن سوى صدى الماضي
حين استطعت خداع قلبي عشرات المرات
واعترف اني اخطأت , قبلك.. ومعك.. وبعدك..
لم أخدع .. لم انكر .. لم أكذب
تفترسني ذكرى ألمك ,
ويفترسني ألمي
ان الرصاصة التي تطلق
لاتسترد ...
ورداء الحب
شفاف كجناح الفراشات ...
وأن خدشه يدمره ...
وكل خيانة صغيرة ,
طالما اقترفتها ( سراً ) ,
هي (بروفة) لخيانة الحياة لنا ...
وكل كذبة صغيرة
هي موت صغير
يذكرني بكذبة الحياة الكبيرة
وكل غلطة صغيرة منك
هي جريمة بحق الفرح
لأنك تكشف لي
كم هو هش وزائف
كان حبي لك كحب الرعيان
وكان حبك لي كحب العباقرة والفلاسفة
وصار حبي لك اليوم
وردة اسطورية سوداء واحدة ,
في حقل من الثلج
مسور بالاشواك السامه
كأسنان الافاعي ...
ولم يعد بوسعك أن تقطفني
ولو زهرة واحدة
من تلال قلبي الثلجية ...
احببت فيك الحلم
فكيف اغتلته ؟...
واحلامي
تلك الشفافة الطليقه كأجنحة الفراشات
غرست فيها المسامير
وزينت بهدا جدران سجني
وأعلنت أنني احبك !..
لكنني مت
وتستطيع أن تجد جثتي
ممدودة تحت السطور
فوق هذه الورقة ...
أرفع الكلمات عن وجه الصفحة
كما تمسح الثلج عن شاهد قبر من رخام
وستجدني
مرميه كعصفور
مات مخنوقاً
اهذ أنت حقاً
أتأملك ,
وأبحث عنك فيك
فلا أجدك ! ...
علمني كيف أخيط جرحي بالسكين مثلك
وكيف أحمي نفسي من الريح
بأن أكون عاصفة !..
ولاتخلع أقنعتك
في دهليز الحب
بل أحكم إلصاقها على وجهك
وعلى جراحك , وخفايا روحك
فكل قناع ينزلق قليلاً
تتلقى في موضعه طعنة حادة
اعرف أن الليل قادم
وانه قد يطول هذه المرة
وقد لا اشهد الشروق المقبل للشمس ,
لكن تلك الجمرة في اعماقي
ستظل تضيء
واحس انني هشه كالرماد ,
وشرسه كالمحراث ,
في آن واحد ..
وفي صدري بركان تتلاحق انفجاراته
فأقضم الثلج بصمت وهدوء دون ان أشرب من كأسي
وأعي بهلع : ان بذور الاشجار حين تنموا
تصير سوراً من الأشواك اسمها الفراق .
قلبي الليلة مرهف كجرح
حزين كالمطر الأسود
حتى كلمات الحب
ترهقني ...
وكل ما هو أنا
يتوق إلى الصمت والسكينة ...
واحياناً ينزف القلب
أكثر مما تسمح به التقاليد
ترى ماذا تفضل ,
جرحي العاري الموسخ
بدم الفوضى الحائرة
أم قناعي اللائق ؟...